NOUR المدير العام
عدد المساهمات : 193 النشاط : 3 تاريخ التسجيل : 14/02/2009 العمر : 30 الموقع : PHANTOM
| موضوع: خطاب باراك أوباما في مصر حصرى جدا الجزء الثانى الإثنين يونيو 08, 2009 10:49 am | |
| إنني إذن تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام، ومن منطلق تجربتي الشخصية أستمد اعتقادي بأن الشراكة بين أميركا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي، وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت. لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أميركا لدى الآخرين، ومثلما لا تنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية فإن الصورة النمطية البدائية للإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالح نفسها لا تنطبق على أميركا، فقد كانت الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم، وقمنا بثورة ضد إحدى الإمبراطوريات، وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خلقوا سواسية، كما سالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لإضفاء المعنى على هذه الكلمات داخل حدودنا وفي مختلف أرجاء العالم. وقد ساهمت كافة الثقافات من كل أنحاء الكرة الأرضية في تكويننا تكريسا لمفهوم بالغ البساطة باللغة اللاتينية: من الكثير واحد. لقد تم تعليق أهمية كبيرة على إمكانية انتخاب شخص من أصل أميركي أفريقي يدعى باراك حسين أوباما إلى منصب الرئيس، ولكن قصتي الشخصية ليست فريدة إلى هذا الحد، ولم يتحقق حلم الفرص المتاحة للجميع بالنسبة لكل فرد في أميركا، ولكن الوعد قائم بالنسبة لجميع من يصل إلى شواطئنا، ويشمل ذلك ما يضاهي سبعة ملايين من المسلمين الأميركان في بلدنا اليوم. ويحظى المسلمون الأميركان بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدل السكان. علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أميركا عن حرية إقامة الشعائر الدينية، كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ووجود أكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا، وهو أيضا السبب وراء خوض الحكومة الأميركية إجراءات المقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ومعاقبة من يتجرأ على حرمانهن من ذلك الحق. ليس هناك أي شك في أن الإسلام جزء لا يتجزأ من أميركا، وأعتقد أن أميركا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظر عن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية، ألا وهي تطلعات العيش في ظل السلام والأمن والحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتنا ومجتمعاتنا وكذلك لربنا، هذه هي قواسمنا المشتركة وهي تمثل أيضا آمال البشرية جمعاء. يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا.. إن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا، ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها تحديات مشتركة، وإذا أخفقنا في التصدي لها سيلحق ذلك الأذى بنا جميعا. لقد تعلمنا من تجاربنا الأخيرة ما يحدث من إلحاق الضرر بالرفاهية في كل مكان إذا ضعف النظام المالي في بلد واحد، وإذا أصيب شخص واحد بالإنفلونزا فسيعرض ذلك الجميع للخطر، وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فسيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لكل الدول، وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة سيعرض ذلك الناس من وراء البحار للخطر، وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة سيسبب ذلك وصمة في ضميرنا المشترك، هذا هو معنى التشارك في هذا العالم في القرن الحادي والعشرين، وهذه هي المسؤولية التي يتحملها كل منا تجاه الآخر كأبناء البشرية. إنها مسؤولية تصعب مباشرتها، وكان تاريخ البشرية في كثير من الأحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة تحقيق مصلحتها الخاصة، ولكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس، ونظرا إلى الاعتماد الدولي المتبادل. فأي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سيبوء بالفشل لا محالة، وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي يجب أن لا نصبح أبدا سجناء لأحداث مضت، وإنما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة. لا يعني ذلك بالنسبة لنا أن نفضل التغاضي عن مصادر التوتر، وفي الحقيقة فإن العكس هو الأرجح، يجب علينا مجابهة هذه التوترات بصفة مفتوحة، واسمحوا لي انطلاقا من هذه الروح أن أتطرق بمنتهى الصراحة وأكبر قدر ممكن من البساطة إلى بعض الأمور المحددة التي أعتقد أنه يتعين علينا مواجهتها في نهاية المطاف بجهد مشترك. يتبع ...... | |
|